محنة الإسلام في العالم الغربي
ما الحسن جوب
صورة الإسلام اليوم صار ت معلقة في العالم الغربي بأوصاف كاريكاتورية تستهدف إفساد سمعته الحسنة و تشنيع صورته الجميلة، وهدم مبادئه السمحة، وتحديد قوته الكبيرة في امتصاص قلوب من طال ما تحيروا في طريقهم للبحث عن حقيقة تؤمن لهم التوازن والاطمئنان.
يتساءل المرء عندما يُلحق بالإسلام أوصاف من قبيل العنفية، و الوحشية، و الإرهابية، و الرجعية والاستبدادية. يتساءل عندما يصبح المسلم لا يُميز إلا باسمه، ولا يُعرف إلا بزيه، عندما يصبح المسلم لا يبالي في أفعاله ما حسن منها أو قبح، ولا في مأكله ما طاب منه أو خاب، ولا في مشربه ما هو حلال أو حرام. يتسائل عندما يرى مسلمين غاطسين في المنكرات، متسابقين إلى المنهيات، منغمسين في الملاهات، صارمين في المخدرات. يتسائل المرء فينحار أو ينهار. أيّ إسلام للمسلمين وأيّ مسلمين للإسلام؟
الاحتمالات واردة لكن هناك جواب يكاد يفرض نفسه: الإسلام في واد و المسلمون في واد آخر. فوادي الإسلام يدخل فيه المسلم بإعلان للشهادة لكنه يبقى فيه بتصديق للعبارة. فلا إسلام بلا عمل، ولا عمل بدون عناء. جاء الإسلام ليجعل المسلم المثل الأعلى في الأخلاق. لكنه هذا الأخير اليوم في العالم الغربي يعلن إسلاما بلا تصديق، فهو مسلم "غير مطبق"
فتارة يصلي وتارة لا يصلي، وبالزكاة لا يبالي. وأحياناً لا يصوم رمضان. يُهوِّن الكذب و يَهوى النساء و المخدرات، و الخمر و كافة المحرمات. فإذا ما هو يئس من الحياة و من النظام المحلي في طريق بحثه عن هوية مفقودة يلجأ إلى التشدد والردكالية. فيصبح حامل رسالة يبشر وينذر، بل ينذر أكثر مما يبشر. ويجعل همه كله في إيصال رسالة وإقامة شريعة ولو بأعمال شنيعة وهو لم يذق بعد حلاوة الإيمان. فيُوثر جهاد غيره على جهاد نفسه. الإسلام عنده مقيّد عند حدود فهمه الضيق. يكفّر و يقصي من آمن و من كفر على السواء. لا جرم إذا قتل كافرا أو قتل مسلما ما دام يراه خارجا عن الملّة. ولا جناح أن يصيب بريئا ولو كان صغيرا. فلا حرمة لمساجد الله عنده ما دام يفجرها على من هم في نظره من "أصحاب الضلال". الجنة عنده مجرد متاع يشتريه بعملية ويفوز بها بأمانة ناسياً أن الغاية لا تبرر الوسيلة.
وأكبر محنة للإسلام اليوم أن يتكلم هذا باسمه و يتصرف بعَلَمِه. صدق أحمد ديدات لما قال: "
"أشرس أعداء الإسلام مسلم جاهل، يتعصب لجهله، بأفعاله يشوه ويدمر صورة الإسلام الحقيقي، ويجعل العالم يظن أن هذا هو الإسلام."
ما الحسن جوب